كنا توقفنا لما حنان و ياسر افترقا وكل منهما ذهب إلى جهة ووجهة مجهولة لا يعلمها إلا الله، وفي مكان آخر حيث المنزل، أين بدأت قصتهما وحيث بدأ الشر يحيك لهم شباكه، نعود لنرى أحوال تلك العائلة، تلك المرأة التي غرها الشر و الطمع و ذلك الأب الذي غلب على امره.
الأب أصابه شلل أقعده الفراش نتيجة حزنه العميق الذي أصابه حين أفاق من غفلته و علم أنه قد تخلى على ولديه، وخاصة حين رجع حيث تركهما بغية استرجاعهما لكن دون جدوى وكلنا نعلم إنهما قد ذهبا و بحث عليهما طويلا إلى أن فقد الأمل في حياتهما و ظن أن وحوش الغابة قد تكفلت بأمرهما و بقي يتحسر ندما على فعلته و ذنبه حتى أصابه الشلل.
أما الأم الشريرة فقد أصبحت تعمل خادمة في البيوت، من بيت إلى آخر لتعيل أسرتها و لكن من به شر لا يعتبر أبدا، فكانت كلما دخلت بيتا سببت فيه المشاكل و ما تلبث أن تطرد منه بسرعة حتى أصبحت أخيرا تتسول لسد رمق الجوع لها و لأولادها أما زوجها فكانت تهمله و تسمعه كل أنواع سموم الكلام سخرية منه ، لأن من تسكنه روح الشر لايمكن أبدا أن يظهر في يوم ما نوعا من الحنان و الرأفة و لايمكن أبدا أن تسمع منه كلمة طيبة.
أما الولدان البنت تقوم بكل أشغال البيت و الابن خارجا يشتغل ما كان والده يفعله يحطب الحطب و يبيعه بتراب الفلوس.
يظهر عليهم جميعا شح المعيشة و عسر الحال فتراهم في ثياب رثة و ممزقة و بالية، و أجسامهم ضعيفة تراهم و كأنهم أشباح خرجت لتوها من المقابر، من شدة الجوع و العوز، ذلك نتيجة تلك القلوب السوداء التي يحملونها داخل أجسامهم ، داخل تلك الأقفاص الضيقة التي تسمى الصدور جعلتهم يكرهون الخير لغيرهم و يغبطونهم على لحظة فرح واحدة، على أي أمل بالسعادة كي لا نقول السعادة ، و لأن رب يمهل و لايهمل فرد لهم بعضا مما أعطوا للغير و سنرى كيف إن الله لايسكت على حق أبدا وأن من يفعل شرا عاقبته مثل الليل سواده.
فحنان و ياسر كان لديهم أمل بالسعادة بعد وفاة أمهما حين كانا في كنف والدهما رغم انه لم يظهر لهما ذلك الحب و الحنان الذي يريده و يبحث عليه كل طفلا إنهما كانا يأملان أن يتغير يوما ما وينظر إليهما نظرة عطف و حنان، لكن حرما منها، لأن الشر بطبعه دائما يسعى ليس فقط لجعلنا نحس بالتعاسة و الضعف بل يسعى حتى ليقتل بعض الأمل الذي نبقيه حتى نستطيع بفضله إن نبقى على قيد الحياة، لنرى بعين هذا الأمل إن هناك غد أفضل قادم فنبقى في انتظاره حتى لو لن يأتي أبدا فأن فالحياة تعيشها إلا بالأمل و السعي لتحقيق الأحلام فان تركتك الأحلام و الأمل تموت.
حنان وياسر حين كانا قبر أمهما كانا يحسان بلحظات قصيرة من الفرح و السعادة لكن الشر لم يتركهما و حسدهما على ذلك القليل و غبطهما قليلا من الابتسام عله يذهب عليهما كثيرا من الحزن و كثيرا من اليأس.
حنان تتجه نحو بغداد إلى قصر الخليفة مع ذلك الرجل الذي يعمل في بعض شؤون القصر و الذي قلنا انه من الخدم و ياسر يتجه عبر البحر إلى البندقية حيث سيعيش هناك لوقت قصير.
حنان في بيوت الخدم، مجرد فتاة عادية صغيرة تتعلم كيفية القيام بالواجبات المنزلية من طبخ و غيرها و تأخذ دروسا حول كيف تكون ي خدمة زوجة الخليفة أو أي فرد من أفراد الخلافة و كيف تضع لها زينتها و تتعلم كذلك بعض فنون الكلام قديما يسمى علم الكلام أو اللسانيات، و بعض الموسيقى و بعض من الأدبيات وبقيت هناك في قصر الخليفة العباسي حتى سيصبح في عمرها تسعة عشرة عاما لتكمل بذلك تعليمها لتكون في خدمة القصر وزوجة الخليفة و لأنها كانت كالبدر وصوتها كأنه الموسيقى فقد كبرت لتصبح رائعة الجمال وقد تفنن الخالق في رسمها.
ياسر يتعلم فنون القتال قتال العبيد و يتعلم خلسة من نافذة تطل على احد منتديات الشعر أو ملتقى الشعراء في البندقية يحفظ عنهم الكلام و يردد عنهم الشعر و يحفظه فكبر ليصبح مقاتلا عنيدا و قويا و صلبا يعرفه كل أناس البندقية ليصبح في سن السابعة عشرة ليبدأ رحلته نحو الكولوسيوم في روما لخوض معارك البقاء حرب العبيد و لكنه مع ذلك كان حلو اللسان جميل الكلام و ازداد أناقة و كان كل من يراها يحسبه أميرا من مشيته الواثقة و كلامه المتقن إلى أن يراه في الحلبة ليعرف انه من العبيد و كان يسمى أبو الفوارس.
إلى هنا يا أحبابي و أصحابي ينتهي هذا المشهد الجديد من الحكاية إلى أن يرفع الستار على المشهد الجديد الذي سيكون بعنوان شوق فحب و لقاء
إلى أن يأتي ذلك تقبلوا مني تحياتي أنا مخالفية مفتاح و ارجوا للقصة أنها نالت بعض إعجابكم و عذرا على بعض التعابير الركيكة لأني ارويها كما هي بلغتها و عفويتها
أتمنى أن تلقاكم بخير و تترككم على خير إلى لقاء قريب أتمناه آجلا لا عاجلا أحييكم بأفضل تحية، تحية الإسلام و وسيد الرسل و الأنبياء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رمضان كريـــــــــــــــــــــــــــم
الأب أصابه شلل أقعده الفراش نتيجة حزنه العميق الذي أصابه حين أفاق من غفلته و علم أنه قد تخلى على ولديه، وخاصة حين رجع حيث تركهما بغية استرجاعهما لكن دون جدوى وكلنا نعلم إنهما قد ذهبا و بحث عليهما طويلا إلى أن فقد الأمل في حياتهما و ظن أن وحوش الغابة قد تكفلت بأمرهما و بقي يتحسر ندما على فعلته و ذنبه حتى أصابه الشلل.
أما الأم الشريرة فقد أصبحت تعمل خادمة في البيوت، من بيت إلى آخر لتعيل أسرتها و لكن من به شر لا يعتبر أبدا، فكانت كلما دخلت بيتا سببت فيه المشاكل و ما تلبث أن تطرد منه بسرعة حتى أصبحت أخيرا تتسول لسد رمق الجوع لها و لأولادها أما زوجها فكانت تهمله و تسمعه كل أنواع سموم الكلام سخرية منه ، لأن من تسكنه روح الشر لايمكن أبدا أن يظهر في يوم ما نوعا من الحنان و الرأفة و لايمكن أبدا أن تسمع منه كلمة طيبة.
أما الولدان البنت تقوم بكل أشغال البيت و الابن خارجا يشتغل ما كان والده يفعله يحطب الحطب و يبيعه بتراب الفلوس.
يظهر عليهم جميعا شح المعيشة و عسر الحال فتراهم في ثياب رثة و ممزقة و بالية، و أجسامهم ضعيفة تراهم و كأنهم أشباح خرجت لتوها من المقابر، من شدة الجوع و العوز، ذلك نتيجة تلك القلوب السوداء التي يحملونها داخل أجسامهم ، داخل تلك الأقفاص الضيقة التي تسمى الصدور جعلتهم يكرهون الخير لغيرهم و يغبطونهم على لحظة فرح واحدة، على أي أمل بالسعادة كي لا نقول السعادة ، و لأن رب يمهل و لايهمل فرد لهم بعضا مما أعطوا للغير و سنرى كيف إن الله لايسكت على حق أبدا وأن من يفعل شرا عاقبته مثل الليل سواده.
فحنان و ياسر كان لديهم أمل بالسعادة بعد وفاة أمهما حين كانا في كنف والدهما رغم انه لم يظهر لهما ذلك الحب و الحنان الذي يريده و يبحث عليه كل طفلا إنهما كانا يأملان أن يتغير يوما ما وينظر إليهما نظرة عطف و حنان، لكن حرما منها، لأن الشر بطبعه دائما يسعى ليس فقط لجعلنا نحس بالتعاسة و الضعف بل يسعى حتى ليقتل بعض الأمل الذي نبقيه حتى نستطيع بفضله إن نبقى على قيد الحياة، لنرى بعين هذا الأمل إن هناك غد أفضل قادم فنبقى في انتظاره حتى لو لن يأتي أبدا فأن فالحياة تعيشها إلا بالأمل و السعي لتحقيق الأحلام فان تركتك الأحلام و الأمل تموت.
حنان وياسر حين كانا قبر أمهما كانا يحسان بلحظات قصيرة من الفرح و السعادة لكن الشر لم يتركهما و حسدهما على ذلك القليل و غبطهما قليلا من الابتسام عله يذهب عليهما كثيرا من الحزن و كثيرا من اليأس.
حنان تتجه نحو بغداد إلى قصر الخليفة مع ذلك الرجل الذي يعمل في بعض شؤون القصر و الذي قلنا انه من الخدم و ياسر يتجه عبر البحر إلى البندقية حيث سيعيش هناك لوقت قصير.
حنان في بيوت الخدم، مجرد فتاة عادية صغيرة تتعلم كيفية القيام بالواجبات المنزلية من طبخ و غيرها و تأخذ دروسا حول كيف تكون ي خدمة زوجة الخليفة أو أي فرد من أفراد الخلافة و كيف تضع لها زينتها و تتعلم كذلك بعض فنون الكلام قديما يسمى علم الكلام أو اللسانيات، و بعض الموسيقى و بعض من الأدبيات وبقيت هناك في قصر الخليفة العباسي حتى سيصبح في عمرها تسعة عشرة عاما لتكمل بذلك تعليمها لتكون في خدمة القصر وزوجة الخليفة و لأنها كانت كالبدر وصوتها كأنه الموسيقى فقد كبرت لتصبح رائعة الجمال وقد تفنن الخالق في رسمها.
ياسر يتعلم فنون القتال قتال العبيد و يتعلم خلسة من نافذة تطل على احد منتديات الشعر أو ملتقى الشعراء في البندقية يحفظ عنهم الكلام و يردد عنهم الشعر و يحفظه فكبر ليصبح مقاتلا عنيدا و قويا و صلبا يعرفه كل أناس البندقية ليصبح في سن السابعة عشرة ليبدأ رحلته نحو الكولوسيوم في روما لخوض معارك البقاء حرب العبيد و لكنه مع ذلك كان حلو اللسان جميل الكلام و ازداد أناقة و كان كل من يراها يحسبه أميرا من مشيته الواثقة و كلامه المتقن إلى أن يراه في الحلبة ليعرف انه من العبيد و كان يسمى أبو الفوارس.
إلى هنا يا أحبابي و أصحابي ينتهي هذا المشهد الجديد من الحكاية إلى أن يرفع الستار على المشهد الجديد الذي سيكون بعنوان شوق فحب و لقاء
إلى أن يأتي ذلك تقبلوا مني تحياتي أنا مخالفية مفتاح و ارجوا للقصة أنها نالت بعض إعجابكم و عذرا على بعض التعابير الركيكة لأني ارويها كما هي بلغتها و عفويتها
أتمنى أن تلقاكم بخير و تترككم على خير إلى لقاء قريب أتمناه آجلا لا عاجلا أحييكم بأفضل تحية، تحية الإسلام و وسيد الرسل و الأنبياء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رمضان كريـــــــــــــــــــــــــــم
08.03.12 3:09 من طرف nour2000
» فيلا من طابقين
31.10.11 14:16 من طرف mekhalfia
» مالي أنا بقلم مخالفية
18.10.11 8:29 من طرف mekhalfia
» للأني احبك
17.10.11 12:28 من طرف mekhalfia
» دعاء حين الكلام
11.10.11 11:57 من طرف mekhalfia
» مبــــــــــــــــــــروك زواجك
15.09.11 14:15 من طرف mekhalfia
» نبض المشاعر
14.09.11 3:33 من طرف mekhalfia
» الا رسول الله
05.09.11 2:25 من طرف mekhalfia
» بمناسبة عيد المرأة
05.09.11 2:24 من طرف mekhalfia
» هكذا اريدك
02.09.11 7:01 من طرف assia salmi
» الوفاء و الإخلاص
02.09.11 6:56 من طرف assia salmi
» ما هي أجمل لحظات عمرك؟؟
23.08.11 10:25 من طرف نبيلة1307
» رمضان أقبل
07.08.11 7:44 من طرف mekhalfia
» رمضان في مدينتي
01.08.11 5:11 من طرف mekhalfia
» قصية اليتيم حنان و ابو الفوارس
24.07.11 4:49 من طرف mekhalfia
» فضل لا اله الا الله
18.07.11 12:31 من طرف نبيلة1307
» قصة يتيم مشهد الغابة
19.06.11 9:23 من طرف mekhalfia
» ولا تنصحوني او تمنعوني لأني
18.06.11 17:12 من طرف mekhalfia
» je l'aime mais
16.06.11 15:32 من طرف mekhalfia
» شاركنا بدعائك
11.06.11 3:59 من طرف assia salmi
» أيـــــــــــــ أنت ــــــــــــــــن ؟
05.06.11 2:33 من طرف mekhalfia
» اليتيم بداية القصة
19.05.11 6:10 من طرف mekhalfia
» الجزائر و الثورات الشعبية
10.05.11 4:53 من طرف mekhalfia
» دعاء من القلب
03.05.11 9:05 من طرف nadjahfaiza
» بين الهندسة و الأحلاااااااااام
03.05.11 1:28 من طرف mekhalfia
» بيت مفتوح و عالي الإضاءة
02.05.11 13:02 من طرف راقية
» زائرنا الكريم
02.05.11 10:53 من طرف mohamed ghan
» غــــــــــــــانو بينكم
02.05.11 10:48 من طرف mohamed ghan
» أهلا و مرحبا بكم في بيتكم الأمين
28.04.11 5:00 من طرف mekhalfia
» Mir Yam yam yam
28.04.11 1:26 من طرف راقية